دليلك الشامل لصناعة المحتوى

صناعة المحتوى مصطلح جديد نسبيًا، انتشر كثيرًا في الآونة الأخيرة، لكنه كذلك بدأ يبصر النور في عالمنا العربي وصار مصدر دخل بل ومهنةً لكثير من الشباب العربي، فما هي صناعة المحتوى؟

يعرف المحتوى بأنه كل ما يجري تقديمه عبر الانترنت ووسائل الإعلام المختلفة، ويقابل بالإنجليزية مصطلح content creation، ويتميز بكونه مجال شديد التنوع، ويضم الأشكال الكثيرة، ويتداخل مع المجالات المختلفة، كما يمكن تقديم المحتوى في المواضيع كافًة.

صناعة المحتوى

رغم أن صناعة المحتوى جديدة إلى حد ما، إلا أن وجود المحتوى وتقديمه كان موجودًا دائمًا وأبدًا، حيث كانت الصحف والمجلات تقدم أفكارها المختلفة بشكل المحتوى المكتوب، وجاء الراديو ليقدم المحتوى الصوتي، ومن ثم التلفاز والسينما والمحتوى المرئي، إلى أن جاء الانترنت، وحدثت الثورة! حيث قلب الانترنت الأمور رأسًا على عقب، وصار من السهل أن تكتب كلمًة لتصل في الدقيقة ذاتها إلى أبعد بقاع الأرض، وأيقنها حينها أن العالم قرية صغيرة، ليس إلا.

ن مجموعات، ويسعد الإنسان حين يرى ذاته محاطًا بالرفاق، وكذلك الحال بالنسبة لعملية صناعة المحتوى إذ أن الفائدة من صناعة المحتوى تأتي من كونها تجعل الشخص في وسط يتفاعل معه، فيتلقى التفاعلات والتعليقات على ما ينشره من محتوى، وهو الأمر الذي من شانه أن يشعره بالتفاعل مع الوسط المحيط.

ثانيًا- تبادل الخبرة والمعرفة:

نميل كبشر لاستعراض معارفنا وخبراتنا، ونبحث في كثير من الأحيان عن فرصة حتى نثبت أن لدينا ما يكفي من الخبرة التي تجعلنا نتفوق على أقراننا، وتغطي صناعة المحتوى جزءًا كبيرًا من هذا  الدافع البشري، إذ أن تقديم المحتوى في أي مجال يتطلب من مقدم المحتوى أن يكون ملمًا بجوانب مجاله هذا، وأن يمتلك من الخبرة ما يكفيه كي يقدم جزءًا منها للناس، وأرى أن لا شيء يمثل فكرتي أكثر من قول أينشتاين: "إن لم تتمكن من شرح الشيء، فأنت ببساطة لا تفهمه!".

بالإضافة لما ذكرناه في الأعلى فإن كون صناعة المحتوى مجال عمل رئيسي ومصدر دخل يجعلانه محطةً تتجه إليها أنظار كثير من الشباب.

أهمية صناعة المحتوى

الربح من صناعة المحتوى

لا يخفى على أحد أن صناعة المحتوى تحقق جانبًا لا بأس به من الربح المادي، ويأتي ذلك عبر عدد من الوسائل المختلفة، والمصادر الكثيرة، فالإعلانات هي الطريقة الأكثر انتشارًا، وتحقق نسبًة أكبر من الأرباح إذا تمت مقارنتها بالوسائل الأخرى، وتحتاج للالتزام بعدد من الشروط قبل أن يجري عرض الإعلانات في المحتوى الذي تقدمه، كما أن هناك العديد من شركات الإعلانات المختلفة، تأتي على رأسها Google Ads

بينما الطريقة الأخرى هي التسويق بالعمولة أو Affiliate marketing، خمن ماذا يمكنك أن تجني إن كان لديك عدد لا بأس به من المتابعين؟ يمكنك أن تعمل على التسويق بالعمولة لمنتجات وخدمات يملكها أشخاص آخرون، وتحصل بذلك على نسبة من المبيعات التي تأتي بسببك، ولا تحتاج سوى أن تمتلك الأسلوب الجيد في الإقناع، وسيكون كذلك من الجيد أن تعرف بعض مبادئ الكتابة التسويقية أو copy writing، أي أنك تعرف كيف تقنع العميل بشراء أو تجربة ما تقدمه، بالإضافة لكون جمهورك يهتم بما تقدمه من منتجات أو خدمات.

من الممكن أيضًا أن تحقق الربح عبر بيع منتجاتك، وخدماتك الخاصة، حيث أن تقديم المحتوى من الممكن أن يكون هدفًا بحد ذاته، أو أن يكون داعمًا لعملك، فتستخدم المحتوى -باختلاف أنواعه- حتى يعمل على الترويج لما تقدمه من منتجات أو خدمات، ومن الجيد أن تعلم أنك إن كنت تقدم المحتوى دون أن يكون لديك منتج أو خدمة للبيع، فمن الأفضل أن تعثر على ما يمكنك بيعه، وإن لم تخطر بذهنك فكرة للربح المادي، فإن كتاب "ماكينة الأفكار" سيساعدك على تعلم منهجية التفكير، والتسلسل المنطقي للعملية التي تؤدي لإنتاج الأفكار المثمرة.

اقرأ أيضًا: دليلك نحو كتابة محتوى متنوع الأشكال

ما هي أنواع صناعة المحتوى وأشكاله

تحدثنا في المقدمة أن المحتوى يعني أي شيء يجري تقديمه عبر الانترنت، ولا بد أن هذا الكم الكبير من المحتوى، لن يندرج تحت نمط واحد من المحتوى، فنلاحظ عبر الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أن المحتوى الذي نستعرضه ونتصفحه كل يوم، قد يكون بشكل:

-          المكتوب:

كما الحال في المقال الذي تقرأه الآن، يمتاز المحتوى المقروء عن الأنواع الأخرى من المحتوى أنه يشمل الأشكال الكثيرة والمتمايزة، والتي قد تتجاوز الأربعين شكلًا، ومن بين هذه الأشكال:

·         المقالات.

·         محتوى البريد الالكتروني.

·         تقرير الخبير.

·         هوية موقع.

·         محتوى وسائل التواصل.

·         أسئلة وأجوبة.

·         وصف المنتج.

·         دليل المستخدم.

 

-          المحتوى المرئي:

رغم قدرة المحتوى المكتوب على إيصال الأفكار المطلوبة بالكلمات، والعمل على نقل صورة تفصيلية عما نريده، فإن المحتوى المرئي يتميز بصفات تجعله المفضل لدى الكثيرين من المتابعين وصناع المحتوى على حد سواء، وأول ما يميز المحتوى المرئي هو سهولة تفاعل المستخدم معه، إذ أن الصورة تغني عن مئة كلمة، والفيديو يغني عن مئة صورة، وهنا تبرز أهمية الانفوجرافيك كونه من أكثر أشكال المحتوى المرئي انتشارًا، والانفوجرافيك ببساطة عبارة عن صور بسيطة، تختصر الكثير من الكلمات، وتعبر عبر الكلمات والرسومات عن الأفكار الكثيرة، وتتميز ببساطتها، فائدتها الكبيرة، وسهولة مشاركتها.

كما أن الشكل واسع الانتشار من الفيديوهات هو الموشن جرافيك، وهو الذي يجمع عددًا من الصور وفق فيديو مترابط، ويجري تقديم النص المرافق للصور بشكل مكتوب، أو مسموع، علمًا أن صناعة الموشن جرافيك واحدة من الصناعات ذات الدخل المرتفع التي ترتبط بصناعة المحتوى.

أنواع المحتوى

-          المسموع:

نعاني كشعوب عربية من كثرة الوقت الضائع والمهدور في الانتظار، سواء كنا ننتظر على الطوابير أو في وسائل النقل، أو على مواقف الحافلات، وهذه العراقيل رغم أنها تشكل ما يشبه الحجارة في طريقنا نحو الأمام، إلا أننا قادرون على استغلالها حتى نصل إلى ما نريده، وذلك عبر الاستفادة من هذا الوقت في سماع المحتوى الصوتي /البودكاست/ والذي بدأ ينتشر كثيرًا، ويلقى الرواج في الدول العربية.

كيف أبدأ صناعة المحتوى

إن وصلت إلى هنا، فأنت بلا شك مهتم بكل ما يخص صناعة المحتوى، حيث أن المقالة قد قدمت عددًا من الأسباب والدوافع لصناعة المحتوى، أما عن خطوات صناعة المحتوى فهي كالتالي:

-          حدد مجالًا تبرع فيه، وتحب أن تشارك الآخرين معرفتك فيه، كما يجب أن تمتلك الرغبة للحديث عن هذا الموضوع دون كلل أو ملل.

-          جمع في ذهنك عددًا من المواضيع الهامة في مجالك هذا، واعمل على كتابة كل هذه المواضيع، حيث أن كل فكرة ستجلب لك فكرة أخرى، وهكذا

-          إن وصلت إلى وقت لا تعرف فيه من أين ستأتي الأفكار، كل ما عليك القيام به أن تلجأ لمواقع الأسئلة والأجوبة، حيث أن أسئلة الناس في المجالات التي تشبه مجال المحتوى الذي تقدمه ستنشئ لديك عددًا لا بأس به من الأفكار الجديدة.

-          حضر المحتوى الذي سوف تقدمه، واعرف الأفكار التي ستعمل على مشاركتها، إذ أن المحتوى السلس، المتسلسل، والمنظم سوف يدفع المتابع لإكمال قطعة المحتوى التي تقدمها حتى نهايتها، وذلك سيؤدي بدوره إلى تحسين ترتيبك في محركات البحث، حيث أن محركات البحث تفهم يا صديقي! فالشخص الذي يشاهد فيديو قدمته، أو يقرأ مقالًا كتبته، ومن ثم يخرج من الفيديو أو المقال، قبل الوقت المقدر لإتمام مشاهدته، يكون كمن يخبر محركات البحث أن هذا المحتوى غير مفيد! لذا احرص أن تفكر من وجهة نظر زائر موقعك، وأن تقدم كل ما يناسب القارئ، وتذكر قول بيل جيتس: "أعظم درس هو الزبون الغاضب"

كيف أبدأ صناعة المحتوى؟

-          بعد أن تجهز المحتوى الملائم، اعمل على نشره على المنصة الملائمة، فلا يجوز أن تنشر مقالًا على انستغرام مثلًا! بل يجب أن تعرف أي نوع مناسب لكل منصة، وما هي الأوقات الملائمة للمنصات، أي متى سيتفاعل العملاء مع محتواك حسب المنصة!

-          تأكد أن المحتوى الذي تقوم بنشره يتوافق مع قواعد تحسين محركات البحث، وهو الأمر الذي يساعد في تحسين ظهور محتواك، عندما يبحث العملاء عنه، ومن ثم اعمل على الترويج لمحتواك بشكل كاف وصحيح.

إن صناعة المحتوى عبارة عن علم، صناعة، وفن، وتلجأ العديد من الدول لهندسة المحتوى حتى تسوق لما تملكه من عناصر جذب للسياح، سواء كانت مرافق، مواقع، مناظر طبيعية، وهنا تذكر أن المحتوى قادر على صنع الكثير، وإن أردت فكرًة لتبدأ بها مسيرتك في صناعة المحتوى، يمكنك أن تدمج بين مجال عملك الأساسي، أو مجال دراستك مع صناعة المحتوى، ومن ثم تميز بالنتيجة الرائعة!